تقرير حول الجالية المغربية في العالم
حجم الجالية المغربية
تُعتبر الجالية المغربية من أكبر الجاليات المهاجرة في العالم، حيث يُقدّر عدد المغاربة المقيمين بالخارج بحوالي 6.5 مليون شخص، أي ما يعادل 15% من إجمالي سكان المغرب. معظم هذه الجالية تتركز في أوروبا، مع تواجد هام في أمريكا الشمالية ودول الخليج، وتلعب دورًا بارزًا في دعم الاقتصاد المغربي عبر التحويلات المالية التي تشكّل حوالي 7% من الناتج الداخلي الإجمالي للبلاد
توزيع الجالية وأماكن تمركزها
تتوزع الجالية المغربية على أكثر من 100 دولة حول العالم. تُعدّ الدول الأوروبية الوجهة الرئيسية، حيث تستضيف فرنسا أكبر عدد منهم (حوالي 1.5 مليون شخص)، تليها إسبانيا، بلجيكا، وهولندا. كما توجد مجتمعات كبيرة في إيطاليا وألمانيا. في أميركا الشمالية، تُعتبر كندا والولايات المتحدة وجهات هامة، بينما تشهد دول الخليج العربي تزايدًا ملحوظًا في أعداد المغاربة العاملين هناك، خاصة في قطاعات التعليم والطب.
فيما يلي تفاصيل توريع الجالية في بعض الدول
فرنسا:
- عدد المغاربة: حوالي 1.5 مليون شخص.
- النسبة بين الجاليات: الجالية المغربية هي أكبر جالية عربية وإفريقية في فرنسا.
- أماكن التمركز: يتركز المغاربة في مدن مثل باريس، ليون، مارسيليا، وتولوز، حيث يعملون في قطاعات الخدمات، الصناعة، والبناء
إسبانيا:
- عدد المغاربة: حوالي 900 ألف شخص.
- النسبة بين الجاليات: يشكل المغاربة أكبر جالية أجنبية في إسبانيا.
- أماكن التمركز: إقليم كتالونيا (برشلونة)، مدريد، منطقة الأندلس (إشبيلية)، وبلنسية. يعمل المغاربة في الزراعة والخدمات بشكل رئيسي
إيطاليا:
- عدد المغاربة: حوالي 500 ألف شخص.
- النسبة بين الجاليات: أكبر جالية من دول شمال إفريقيا.
- أماكن التمركز: ميلانو، تورينو، بولونيا، وفيرونا. يعمل العديد في الصناعة والبناء
هولندا:
- عدد المغاربة: حوالي 400 ألف شخص.
- النسبة بين الجاليات: ثاني أكبر جالية بعد الجالية التركية.
- أماكن التمركز: أمستردام، روتردام، ولاهاي، حيث يبرزون في التجارة والخدمات الصغيرة
بلجيكا:
- عدد المغاربة: حوالي 300 ألف شخص.
- النسبة بين الجاليات: الجالية المغربية هي الأكبر من أصول عربية.
- أماكن التمركز: بروكسل، أنتويرب، ولييج. يعمل المغاربة في الصناعة والتجارة والخدمات الاجتماعية
مساهمات الجالية المغربية
- التحويلات المالية: تُعدّ الجالية المغربية من بين أكبر مصادر التحويلات المالية إلى المغرب، حيث تتجاوز 10 مليارات دولار سنويًا.
- الاندماج المهني: يعمل المغاربة في قطاعات حيوية مثل الصناعة، الزراعة، والخدمات.
- الحفاظ على الهوية: تُعنى مؤسسات مثل مؤسسة الحسن الثاني ومجلس الجالية المغربية بالخارج بدعم المغاربة في الحفاظ على ثقافتهم ولغتهم الأصلية
التحديات والفرص
رغم النجاحات التي حققتها الجالية المغربية في الاندماج وتحقيق تقدم اقتصادي، إلا أن هناك تحديات كبيرة. من أبرزها:
- الحفاظ على الهوية والثقافة: يتعرض المغاربة بالخارج لضغوط كبيرة للحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية، حيث تُعنى مؤسسات مثل مؤسسة الحسن الثاني ومؤسسة محمد الخامس بتقديم الدعم اللازم في هذا المجال
- المشاركة السياسية والاقتصادية: بالرغم من الدستور المغربي لعام 2011 الذي يعترف بحقوق مغاربة العالم، لم تتحقق كل التطلعات، خاصة في إشراكهم بالمجال السياسي. اقتصاديًا، لا تزال السياسات تجاه استثماراتهم تحتاج إلى تحسينات أكبر لجذب رؤوس الأموال
الخاتمة
الجالية المغربية بالخارج تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات بين المغرب ودول الاستقبال، كما تُعدّ عنصرًا هامًا لدعم الاقتصاد الوطني. ومع ذلك، تواجه تحديات تتعلق بالاندماج، والهوية الثقافية، والمشاركة في التنمية الوطنية.

ليست هناك تعليقات